Saudi Arabia and Iran in Homs

Iran saudi arabia syria

السعودية وايران لم يكونا بعيديْن عن الصفقة

هل جمعت حمص ما فرّقته … المنطقة؟

كتب – ايليا ج. مغناير:

لم تكن المنطقة الشرق اوسطية بعيدة عن حمص، بل ان “قلب المعارضة السورية” جمع قلوب المنطقة من جديد على الارض السورية لتبدأ اول خطوة مشتركة في الظل بين الأطراف التي تنازعت على ارض الشام لتعود فتلتقي على الارض ذاتها بعد اكثر من ثلاث سنوات من حرب اودت بحياة نحو 200 الف نسمة وشرّدت الملايين داخل البلاد وخارجها ودمرت البنية التحتية.

وتقول مصادر قيادية شاركت في المفاوضات في حمص لـ “الراي” ان “القيادة السورية وافقت على مروحة الاتصالات التي سبقت اتفاق إجلاء المسلحين عن مدينة حمص لايجاد حل ومخرج بعيداً عن أصوات المدافع وآلات القتل ليتمّ اعتماد نموذج جديد في الحرب السورية حيث يفسح المجال للتفاوض مع المسلحين وان تقبل الدولة اعادتهم الى كنفها، لتنتقل العدوى الى مدن اخرى في وقت لاحق، من دون ان يعني ذلك ان الحرب قد وضعت أوزارها”.

وتؤكد هذه المصادر ان “القيادة الايرانية والقيادة السعودية كانتا مواكبتين لعملية حمص القديمة ودعمتا الخطوة وكان لهما دور مؤثر لتسريع العملية من خلال مروحة اتصالات حصلت خلال الاسابيع الماضية وأفرزت اجلاء المسلحين عن مدينة حمص بعملية سلمية لم تحصل من قبل وهي أكبر من تلك التي جرت في الغوطة حول دمشق”.

وتشرح هذه المصادر القيادية ان “التوافق السعودي – الايراني كان له دور اساسي وايجابي حصل على موافقة الرئيس بشار الاسد الذي شجّع التوصل الى حل سلمي ليس فقط في حمص القديمة بل ان يمتدّ الى المناطق كافة اذا كان لهذه المبادرة من سبيل، ليتسنى حصر الامر بمحاربة الارهاب وإعادة النظر بالعملية السياسية السورية وإحداث التغييرات اللازمة التي كانت اساس الانتفاضة الشعبية في الـ2011 بعيداً عن التدخلات الاقليمية – الدولية التي حوّلت مطالب الشعب الى حرب بين مناطق الجوار واميركا على ارض سورية”.

وتؤكد المصادر نفسها ان “الدعم الايراني اصبح لاعباً اساسياً في التنسيق والمشاركة في الوضع السوري كما ان للمملكة العربية السعودية دوراً اساسياً مع الجبهة الاسلامية، اكبر الفصائل المعارضة، وان نتائج هذا التقارب ستُترتجم ايضاً في جنوب سورية وستنعكس على درعا في شكل اساسي حيث تتواجد جبهة “النصرة” التابعة للقاعدة والتي تعتبرها المملكة العربية السعودية والعالم منظمة ارهابية، ولهذا فان سورية الـ2011 ستختلف عن سورية 2015، وان هذين اللاعبين الاساسيين هما من سيقودان المصالحة، وخصوصاً ان الغرب قد انسحب من سورية وان روسيا مشغولة في اوكرانيا وقد فوّضت ايران لتكون اللاعب الاساسي في سورية”.

وبحسب المصادر القيادية فان “المعارك على الارض السورية لم تنتهي فصولها بعد والتقارب السعودي – الايراني سينعكس ايجاباً على المناطق الاخرى وعلى ملفات المنطقة بمجملها، الا ان هذا التقارب لن يأتي بالنتائج المرجوة بالسرعة المطلوبة لوقف اراقة الدماء، والمعارك ستكمل مشوارها في الوقت الراهن الا ان الامل يبقى بان تفتح نافذة لمعالجة وضع الغوطة (دوما) او حلب في مراحل لاحقة”.

ولكن ماذا حدث في حلب ليتأخر المسلحون او بعضهم عن اخلاء حمص القديمة بالكامل؟

بعدما أنشئت غرفة عمليات مشتركة بين القيادة السورية وقيادة مسلحي حمص، اتفق الطرفان على وقت متزامن لإجلاء المسلحين واطلاق سراح بعض الرهائن المدنيين والاسرى من الجيش العربي السوري بيد المعارضة، وقد تمت العملية على اكمل وجه ما عدا دخول شاحنات الاغاثة الى اكثر من 70 الف محاصر من مدينتي نبل والزهراء في ريف حلب حيث اوقف مسلحون تابعون للواء التوحيد الشاحنات التي كانت متوجهة الى داخل نبل والزهراء وكذلك الى 4 قرى اخرى ولم يسمحوا بدخولها على الرغم من مرافقة الامم المتحدة لهذه الشاحنات وموافقة قيادة الجبهة الاسلامية على العملية. فما كان من القيادة السورية الا ان اوقفت خروج نحو 380 مسلحاً في اللحظة الاخيرة الى حين دخول الشاحنات الذي أُجل الى يوم الجمعة، ولهذا اصدرت قيادة الجبهة الاسلامية بياناً اكدت فيه انها تلتزم بادخال 12 شاحنة الى نبل والزهراء (6 لكل مدينة) اليوم (امس) دون اعتراض، مما يدل على عزم القيادة على احترام بنود الاتفاق ورغبتها بفرضه على لواء التوحيد المحيط بمدينتي نبل والزهراء، وقد امضى المسلحون ليلتهم داخل الحوافل في حالة غضب شديد الى حين اكمال العملية ببنودها. وقد تم الافراج عن 29 جندياً سورياً و 55 مدنياً من الاطفال والنساء كانت مجموعات مسلحة متشددة خطفتهم في 4 اغسطس 2013 من ريف اللاذقية من مجموع 94 امرأة وطفلاً، ومن المتوقع ان يُفرج عن المزيد من الرهائن والاسرى في المستقبل القريب”.

وتؤكد المصادر القيادية لـ “الراي” ان “حي الوعر لم يشمله الاتفاق الا ان مفاوضات جارية لمحاولة تحقيق صفقة جديد ولا سيما بعد نجاح التجربة الاولى في حمص القديمة”.

Comments are closed.