The West is in contact with Assad’s entourage: The Syrian President was advised not to retaliate against the Israeli strike

تحدثت عن رسائل أُبغلت الى الرئيس السوري بعدم الردّ على الضربة لتفادي الاسوأ

مصادر اوروبية رفيعة كشفت لـ “الراي”:

نتواصل مع محيط الأسد المستاء من سلوكه الانتحاري

*  اسرائيل طالبت الغرب بضربة لإنهاك الاسد من دون إنهائه

* الأسد فهم ان الضربة العسكرية ليست لإسقاط نظامه بل لمعاقبته على الكيميائي

* “مفاجآت” المعلّم لن تقدّم ولن تؤخّر، فلا أسرار في القيادة السورية

* اذا لم يجر عمل جدي لإنهاء الحرب في سورية، فانها ستكون اشد تدميراً وقد تؤدي الى التقسيم

* الغرب مهتم بالـ 85 مليار دولار قيمة عملية إعادة الاعمار في سورية

* تواصُل مباشر جرى مع ايران لطمأنتها الى انها لن تكون بعيدة عن المفاوضات حول مستقبل سورية

* الضربة العسكرية المرتقبة لن تشمل مواقع الاسلحة الكيميائية لما يرتّبه الامر من أخطار

* الغرب قرر تجزئة الملف السوري … النظام، الجماعات التكفيرية و”حزب الله”

* جرى الايعاز الى اللبنانيين الموالين للغرب بضرورة التهدئة وعدم استفزاز “حزب الله”

بروكسيل – “الراي”:

كشفت مصادر رفيعة المستوى في مجلس الشؤون الخارجية والسياسة الامنية في الاتحاد الاوروبي لـ “الراي” عن “رسالة واضحة أُبلغت الى الرئيس السوري بشار الأسد تنصحه بعدم تصعيد الوضع او الردّ على الضربة العسكرية المرتقبة ضدّ نظامه باستهداف اسرائيل”، مشيرة الى ان “الأسد فهم أن الضربة العسكرية هي في سياق الردّ على استخدامه الاسلحة الكيميائية ضدّ شعبه ولا تهدف الى قلب التوازنات في سورية او القضاء على النظام بل لدفع الجميع الى طاولة المفاوضات قبل نهاية السنة الحالية”.

ولفتت المصادر الرفيعة ذات الصلة بالملف السوري الى ان “المفاجآت التي تحدّث عنها (وزير الخارجية السوري) وليد المعلّم في اطار تلويح نظام الأسد بالردّ على الضربة العسكرية المرتقبة لن تقدّم ولن تؤخّر”، كاشفة عن ان “ما من أسرار داخل القيادة السورية بالنسبة الى صنّاع القرار في المجتمع الدولي، لان مصادر من محيط عائلة الأسد تتواصل معنا باستمرار ولا تخفي امتعاضها من سلوك الأسد ومواقفه التي تجرّ سورية ككل الى الانتحار”.

وقالت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها ان “الأسد أُبلغ ايضاً عبر قنوات صديقة ان ليس من مصلحته توجيه صواريخه الى اسرائيل لأن من شأن تطوّر من هذا النوع دفْع مسار المعركة الى اتجاهات مدمّرة غير مطلوبة ويمكن تفاديها”.

وتحدّثت المصادر عيْنها عن انه “اذا لم يتجه الوضع في سورية وبجدية نحو إنهاء الحرب فان المرحلة المقبلة من هذه الحرب ستكون اكثر ايلاماً وأشدّ تدميراً مما هي عليه الآن، ومن غير المستبعد تالياً ان تفضي الى تقسيم سورية لدويلات سيكون الخاسر الاكبر فيها المسيحيون اولاً ومن بعدهم الأكراد نتيجة سيطرة جماعة دولة العراق والشام الاسلامية التابعة لتنظيم “القاعدة” على مناطقهم الشمالية”.

ورغم تشكيك المصادر الرفيعة في مجلس الشؤون الخارجية والسياسة الامنية في الاتحاد الاوروبي، في امكان قيام دولة صديقة في سورية في المستقبل، اشارت الى ان “الغرب مهتمّ كثيراً بعملية إعادة بناء ما دمّرته الحرب في سورية، والتي تفوق تكلفتها 85 مليار دولار”، لافتة الى “انزعاج الغرب من تصريحات سابقة للأسد تحدّث فيها عن انه لن يسمح بمشاركة المجموعة الدولية بكعكة الإعمار في بلاده، ملمحاً في حينه الى انها ستُوزّع على حلفائه كروسيا والصين وايران”.

وأبلغت المصادر عينها الى “الراي” ان “تواصلاً مباشراً جرى مع ايران بغية طمأنتها الى أن الضربة العسكرية لنظام الاسد لا تهدف لإسقاطه، وانها – اي طهران – ستكون جزءاً من المفاوضات في شأن مستقبل سورية حتى ولو لم تكن على طاولة جنيف، فثمة معادلات في سياق العملية التفاوضية لن تكون ايران بعيدة عنها”.

واستبعدت هذه المصادر، التي لم تشأ الحديث عن سيناريوات الضربة العسكرية وبنك أهدافها، “ضرب مواقع الاسلحة الكيميائية في سورية نظراً للأخطار الهائلة التي قد تنجم عن هذا الامر”، ملمحة الى ان “المجتمع الدولي وجد نفسه مضطراً لحشد أساطيله وتوجيه ضربة للمعاقل العسكرية للأسد، اولاً لانه تجاوز الخطوط الحمر باستعماله السلاح الكيميائي، وثانياً لان التقدم الموعود لقوات المعارضة في اكثر من منطقة لم يحصل وسط توسع مضطرد لنفوذ الأسد على مناطق تلو اخرى”.

وتحدّثت المصادر الاوروبية الرفيعة المعنية بالملف السوري عن ان “توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد وتداعياتها المحتملة كان مدار اجتماعات عدة عُقدت بين كبار المسؤولين العسكريين في الدول المعنية، خصصت بعض جوانبها لمناقشة احتمالات رد الفعل السوري والايراني”، لافتة الى ان “اسرائيل وافقت على ضربة تُنهك الأسد من دون ان تُنهيه”.

وأشارت المصادر الى ان “الدول الغربية طالبت اسرائيل بضبط النفس إزاء ردود الفعل المحتملة من جانب نظام الأسد وحلفائه، فأبدت تل ابيب استعدادها لتحمّل تبعة هذه الردود ما دامت معقولة، لكنها أبلغت الدوائر الغربية بانها لن تقف مكتوفة اذا تمادى الاخرون في الرد عليها”، كاشفة انه “تم الاتفاق على قيام غرفة عمليات مشتركة لتقدير الفعل ورد الفعل ليبنى على الشيء مقتضاه”.

واوضحت المصادر الاوروبية ان “الغرب قرر تجزئة الملف المرتبط بسورية، فالاولوية الآن لمعاقبة نظام الاسد ومن ثم سيصار للتصدي للمشكلات الاخرى المتمثلة بالجماعات التكفيرية، ومن ثم “حزب الله”. فمن غير الوارد الآن وضع الجميع في سلة واحدة”.

وقالت المصادر عيْنها انه “تم الايعاز لفريق من اللبنانيين (الموالين للغرب) بضرورة تهدئة الاوضاع في بلادهم الى حين الانتهاء من العملية المرتقبة في سورية، وتفادي اي موقف متشنج من شأنه دفْع “حزب الله” للهروب الى الامام، اي في اتجاه الحدود الجنوبية مع اسرائيل”.