مصادر إيرانية كشفت لـ «الراي» استعداد طهران «فتح» كل مواقعها النووية
| بروكسيل – من ايليا. ج. مغناير |
اختُتمت في جنيف، امس، الجولة الـ 11 من المفاوضات الغربية – الايرانية في شأن ملف طهران النووي، بعد اجتماعات عُقدت على مدى يومين بين ممثلين عن مجموعة «دول 1 + 5» وإيران، وتميزت نتائجها بـ «التفاؤل الحذر» حيال إمكان بناء ثقة تدريجية بين الجانبين، الايراني والغربي، تؤسس لانفراج فعلي على صعيد الملف النووي، وتاليا على العلاقات الغربية – الايرانية.
ورغم المقاربات الحذرة التي أبداها المشاركون في مفاوضات جنيف، فإن المحادثات عُقدت في ظل مناخ ايجابي، كانت ملامحه بدأت في «إفشاء» ايران والولايات المتحدة رغبتهما المتبادلة بالانفتاح، الذي رأت الولايات المتحدة انه «ممكن» مع انتخاب الشيخ حسن روحاني رئيساً لإيران، واعتبرته طهران متاحا في ضوء مكانتها الاقليمية وأولويات إدارة الرئيس باراك اوباما.
ورغم الاهتمام الكبير بما جرى في جنيف، فإن المعلومات عن مجريات المحادثات ونتائجها بدت قليلة، وخصوصا في ضوء التكتم على «الورقة السرية» التي تقدّم بها المفاوضون الايرانيون، الذين ترأسهم وزير الخارجية محمد جواد ظريف، صاحب الخبرة في مفاوضة الغرب لدوره السابق في ما عُرف بـ «قناة جنيف» حول أفغانستان.
«الراي» التي كانت أشارت في تقارير سابقة الى معظم النقاط التي وضعها المفاوض الايراني على الطاولة في المحادثات مع مجموعة «الـ 1 + 5»، تنفرد بنشر المضمون الأهمّ في تلك «الورقة السرية»، استناداً الى مصادر ايرانية رفيعة المستوى.
وذكرت المصادر لـ «الراي» ان «المقترحات الايرانية انطلقت من الحاجة الى بناء ثقة متبادلة بين ايران والغرب. فإيران تريد تطمينات من الغرب وهي مستعدّة لمبادلته بتطمينات مماثلة»، مشيرة الى ان «ايران قالت نعم في مسائل عدة وقالت لا حيال مسائل أخرى، في معرض عرضها لخريطة طريقٍ لبناء الثقة وايجاد حل للملف النووي».
وكشفت عن ان «النعم الايرانية تجلت في إبداء طهران استعدادها للآتي:
* فتْح كل المواقع النووية امام مفتشي وكالة الطاقة الذرية.
* تقديم كل الدلائل للتأكد من سلميّة البرنامج النووي الايراني.
* وقف التخصيب في المرحلة الاولى كي لا يتجاوز الـ 20 في المئة.
* الاستعداد للتعاون مع الغرب لاستكمال البرنامج السلمي للطاقة النووية.
والأهمّ، حسب ما كشفته المصادر هو «الموافقة المستجدة من ايران في محادثات في جنيف على قيام مفتشي وكالة الطاقة الذرية بزيارات مفاجئة لكل المنشآت المصرّح عنها في ايران، وهو ما كانت طهران ترفضه في شكل حاسم سابقا.
وتحدّثت عن «لا كبيرة» في شأن بعض المسائل، مشيرة الى ان «طهران لن تسلّم اي تخصيب زائد، والأهمّ انها لن تسمح لمفتشي الطاقة الذرية بالقيام بزيارات مفاجئة لأيّ منشآت غير مصرّح عنها كالمنشآت العسكرية باعتبار ان الامر يشكل خرقاً للسيادة».
ومن المتوقّع في ضوء المقترحات الايرانية الايجابية، عقْد جولات مقبلة من المفاوضات على طريق بناء الثقة بين الجمهورية الاسلامية والغرب، وعلى قاعدة التطمينات المتبادلة.
|