We have initiated the dialogue because Iran expressed, through secret channels, its readiness for transparency of its nuclear programme

iran-nuclear-program

ملفات كـ “الغيوم السود” في إجتماعات بروكسيل الاوروبية

مسؤول اوروبي لـ “الراي”: إنضمام ايران لنادي الدول غير المشاكسة لن يعطيها مكانة اي دولة خليجية في العلاقة الاستراتيجية مع الغرب

* الكويت تقوم بدور فعال لارساء مبدأ المصالحة وكان موقفها مميزاً في إنجاح القمة الخليجية

* وساطات سرية غربية وعربية أفضت الى الإتفاق النووي

* أنفقنا في ثلاثة اعوام 600 مليار دولار دون ان نتمكن من مجابهة الاخطار الداخلية والخارجية

* نجابه قوى شر جدية تتعاظم قدراتها في الشرق الاوسط، تسللت الينا وتهدد مصالحنا

* لم تطرأ اي متغيرات على تحالفاتنا في الشرق الاوسط بسبب الاتفاق النووي مع ايران

* ما زالت السعودية شريكنا الاساسي في المنطقة وكذلك الكويت والامارات

* وساطات سرية عدة جرت مع ايران التي بدت مستعدة لتقديم اثباتات انها لا تصنع قنبلة نووية

بروكسيل – من ايليا ج. مغناير:

يختتم مؤتمر المجلس الاوروبي إجتماعه الاخير في “روزنامة” الـ 2013 بعد يومين من المداولات بين زعماء اوروبا الذين إلتقوا في العاصمة البلجيكية بروكسيل، في ظل “غيوم سود” من الملفات الساخنة التي تحوم فوق القارة العجوز، من دون القدرة على مجابهتها، مما فرض ترحيلها الى السنة المقبلة، وربما الى … سنوات.

في مقدمة هذه الملفات وعلى رأسها “يتربع” ملف “الامن القومي”، نظراً لما يتهدد مصالح اوروبا الاستراتيجية من الخارج، وفي الداخل على وجه الخصوص، بسبب “أعداء لا يعترفون بالحدود”، إستطاعوا خرق الأنظمة الاوروبية و”إمتزجوا” في الحياة اليومية، وهو الامر الذي إستدعى قرع أجراس الخطر في جميع انحاء اوروبا، حتى يخيّل الامر وكأنه صدى لأجراس الكنائس التي تقرع في ميلاد المسيح على بعد ايام قليلة من الآن.

هذه التحديات الـ “ما فوق عادية” أمْلت على المجتمعين في بروكسيل استدعاء الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن للإنضمام الى القادة الاوروبيين، نظراً الى خبرته وخبرة جنوده، الذين هم على موعد للإنسحاب من افغانستان في ضوء قرار الرئيس الاميركي باراك اوباما بذلك بعد اعوام طويلة من الصراع مع “القاعدة” و”طالبان”، فهدف الحرب بالقضاء على الارهاب لم يتحقق، بل على العكس فقد ازداد الضغط على طبقة الأوزون ليس لإرتفاع حرارة الارض فقط بل لسخونة الملفات التي ظلت عالقة ورفعت حرارة النزاع في الشرق الاوسط وألهبت الحلفاء والخصوم على حد سواء وأصاب لهبها اوروبا وما بعد اوروبا”.

هذا المناخ عكسه مسؤول غربي كبير شارك في اجتماع الزعماء الاوروبيين في بروكسيل عندما تحدث الى “الراي” عن “ان ملفات عدة تداولها المسؤولون في اجتماعهم التمهيدي للقاء الرؤساء الاوروبيين، كما في اجتماع اليومين الماضيين، وأهمها على الاطلاق ما يتعلق بأمن اوروبا المهدَّد بإرتدادات حروب الشرق الاوسط والربيع العربي الذي إنقلب أعاصير تهب رياحها علينا جميعاً من دون استثناء”.

وقال هذا المسؤول: “اننا في المجموعة الاوروبية أنفقنا في الاعوام الثلاثة الماضية نحو 600 مليار دولار للدفاع، دون ان نتمكن من مواجهة الأخطار الداخلية والخارجية التي تحوطنا، وكان اساس دفاعنا عن مصالحنا الاستراتيجية يقوم على قوة الولايات المتحدة، واليوم نحن نجابه قوى شر جدية تتعاظم قدراتها في الشرق الاوسط وتملك خبرة واسعة وفكراً أكثر خطورة يدق ابوابنا من الداخل دون ان نستطيع الدفاع عن انفسنا اولاً وعن مصالحنا الاستراتيجية في العالم ثانياً. وهذا الخطر لا يعرف ولا يعترف بالحدود ويمتزج بالحياة اليومية ويخرق انظمتنا، ولهذا كان اجتماع مجلس الاتحاد الاوروبي يركز على مدى اهمية التعاون الدفاعي لحماية قيَمنا الاجتماعية ومصالحنا القومية والاستراتيجية”.

وأكد المسؤول الاوروبي لـ “الراي” ان “اهم الملفات التي تطرقنا اليها ايضاً هي علاقتنا مع دول المنطقة وارتدادات الحرب السورية على الشرق الاوسط وعلى اوروبا والعالم ايضاً، وكذلك بحثنا الملف الايراني وانعكاساته على المنطقة وعلى اصدقائنا واجتماع مونترو – جنيف الشهر المقبل وكذلك ملف الانسحاب من افغانستان والسلام الفلسطيني – الاسرائيلي وملفات اخرى يتم تداولها في شكل مستمر بين المسؤولين السياسيين والامنين في اوروبا والولايات المتحدة”.

فماذا عن الملف النووي الايراني وإنعكاساته الشرق اوسطية؟

أوضح المسؤول الاوروبي لـ “الراي” ان “علاقة المجموعة الدولية ومعها الولايات المتحدة مع دول الشرق الاوسط تأثرت كثيراً على الورق وبين الاعلاميين، بينما الواقع لا يعكس ذلك ابداً، لإنفصال هذا الملف عن اي ملف آخر وتالياً لم يحصل اي تهديد او تبديل لتحالفاتنا الاستراتيجية وعلاقتنا مع العرب، فلا تزال المملكة العربية السعودية شريكاً اساسياً في الشرق الاوسط وكذلك هي الكويت والامارات وغيرهم، ومبدأ الشراكة لا يعني ابداً ان الادارة الغربية قد ادارت وجهها عن حلفائها او انها تستبدلهم بايران، ابداً. واذا اختلفنا في الاداء حيال بعض الملفات، فقد نتفق في سياسات خارجية متعددة وهذا ما يحصل فيما بيننا داخل الاتحاد الاوروبي ومع الولايات المتحدة في اكثر من موقع وسياسة، فلم تقبل فرنسا ان تشارك في حرب الخليج الاولى ولم تقبل المانيا بالمشاركة في القضاء على نظام معمر القذافي ورفضت معظم اوروبا، ما عدا فرنسا، مشاركة اميركا في الحرب على سورية التي لم تقع”.

وأشار المسؤول عيْنه الى ان “دولة الكويت تقوم بدور فعال في محاولات طرح مبدأ المصالحة بين دول المنطقة، وقد قامت بدور مميز لإنجاح القمة الخليجية رغم الاتفاق والاختلاف في قضايا مهمة في ظروف دقيقة جداً. الا ان التوازن بين المصالح المشتركة كان فارضاً وجوده على الجميع دون ان يُفشِل روح القمة، وهذا ينطبق علينا مع شركائنا حيث تُحدَّد الملفات بالخطوط العريضة وتُرسَم الخطوط الحمر التي يحافظ الجميع عليها”، مضيفاً: “ان الملف النووي الايراني مفتوح على مصرعيه منذ عشرة اعوام، وقد حصل التقارب مع ايران اليوم لانها اعادت النظر في سياستها بعدما دخلت بلدان عدة عربية وغربية على خط الوساطة السرية تحت عنوان واضح ان ايران مستعدة لتقديم التسهيلات والاثباتات اللازمة للمجتمع الدولي بانها لا تصنع قنبلة نووية وان برنامجها سلمي وبالتالي فانها لا تشكل اي تهديد وستخضع كل منشآتها النووية دون استثناء للرقابة الدولية وستلتزم بما تسمح به معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية الموقعة في 1 يوليو 1986 والتي وقّعت عليها ايران ايضاً للحد من اي تهديد للسلام العالمي ومستقبل البشرية. وتالياً عندما تثبت ايران أقوالها بأفعال وتقبل بالضمانات المطلوبة المنصوص عليها، تكون قد نزعت فتيل الانفجار السياسي وانضمّت حينها، اذا سارت الامور كما يجب، الى عصبة الدول غير المشاكسة في هذا الملف حصراً، الا ان هذا لن يعطيها مكان اي دولة خليجية في العلاقة الاستراتيجية الثابتة مع الغرب، وهذا ما شرحناه لاصدقائنا، وتالياً عليهم تقبل الامر كما هو بغض النظر عن الحسابات المذهبية او الشخصية التي لا علاقة لنا بها ما دامت لا تلحق الضرر بمصالحنا في المنطقة”.