EU: We shall work together with the rest of the World to fight terrorism in Syria and to see Hezbollah back in Lebanon

Terrorism Photo

مسؤول اوروبي كبير في “الخلية الاستراتيجية” لـ “الراي”:

لاتفاق على محاربة الجهاد العالمي في سورية مقابل خروج “حزب الله” منها

عناوين فرعية:

* “حزب الله” أعاد الروح للأسد بعدما كان على  “فراش الموت”

* ولى زمن خشية “حزب الله” من ردّة فعل التكفيريين

* … هكذا أُحرج موقف “حزب الله” امام المقاومة العراقية

* السلفية المتطرفة اشتدّت بعد توجيه “حزب الله” بندقيّته الى الداخل اللبناني

* انشقّ الجولاني عن البغدادي لانه لم يرغب بمقاسمته الغنائم

* يمكن رؤية قطر وتركيا والاردن مع الاسد من جديد، ولكن ليس الرياض بالتأكيد

* جنيف – 2  لن ينجح الا بوضع المعارضة السورية يدها بيد النظام

* علينا معرفة ماذا سيفعل “حزب الله” بعد خبرته  السورية؟

* من مصلحة اسرائيل عقد اتفاق سلام مع سورية لتفادي الأسوأ

بروكسيل – من ايليا. ج. مغناير:

قلبت الحرب الدائرة في سورية الحياة جحيماً ومعها يكاد ان ينقلب الشرق الاوسط رأساً على عقب. ومن بين أطلال المدن والقرى تنمو تحالفات جديدة، ومن خلف جحافل النازحين ترتسم ملامح معادلات وحقائق ربما لم تكن في الحسبان.

ايّ شكل ستكون عليه دمشق السياسية؟ ماذا عن تل ابيب المهجوسة بالأمن؟ في اي اتجاه ستسير بيروت؟ وماذا عن العواصم المجاورة الاخرى  لـ “بركان” التحولات في سورية؟ … وربما السؤال الأهمّ الذي صار على طاولة مراكز القرار الاستراتيجي هو: ايّ مستقبل لـ “حزب الله” الشيعي، اللبناني، الاقليمي؟

ثمة اعتقاد راسخ في الدوائر الغربية ان الجواب على هذه “السلّة” من الاسئلة يفترض البدء بالتدقيق في مكانة “حزب الله” الذي بدا رقماً صعباً في المعادلات الجديدة نتيجة دوره المفصلي في سورية، والنتائج البعيدة المدى لهذا الدور في سورية ولبنان والساحات الاخرى، ولا سيما مع تعاظُم ظاهرة “الجهاد العالمي” التي جذبتها الحرب في سورية وتشكل تحدياً سافراً للمجتمع الدولي.

وكشف مسؤول كبير في الخلية الاستراتيجية الاوروبية لـ “الراي” عن ان “حزب الله لم يعد يخشى الأسوأ على نفسه وعلى بيئته”، ملاحظاً ان ما “كان يجاهر به حزب الله من رغبة في إبعاد نفسه وبيئته الحاضنة عن بعض القضايا تجنباً لردّ فعل الجهاد العالمي وهجماته ولى، ولن تغيّر بعد اليوم اي تفجيرات مهما اشتدّت من طبيعة قرارات حزب الله وتوجهاته”.

وقال هذا المسؤول الاستراتيجي: “حاول زعيم حزب الله (السيد) حسن نصرالله عدم  تجرّع هذه الكأس المُرة (المواجهة مع الجهاديين)، لكنه شربها اليوم ولم يعد يتأثر بتداعياتها”، لافتاً الى انه “في الماضي القريب شاهدنا مع نشوء القوة السلفية المتشددة في العراق كيف أُحرج حزب الله الشيعي امام القوى العراقية التي حملت لواء المقاومة ضد قوات التحالف الغربي (مفهومنا للمقاومة في اوروبا انها حركة تقوم بها مجموعات ترى نفسها تحت وطأة وضع لا يرضى عنه جزء من المجتمع ضد من يحتل ارضه) والاحراج تمثل في دعم شيعة العراق للتحالف، الامر الذي يتعارض مع موقف شيعة لبنان”.

اضاف: “غير انه مع بروز ابو مصعب الزرقاوي الذي قتل من السنّة وقتل عدداً اكبر من الشيعة، أُخرج حزب الله من الاحراج لان القتال اتخذ طابعاً مذهبياً ولم يعد يقتصر على مقاومة الاحتلال الذي اقرّ به الرئيس الاميركي جورج بوش عندما اعلن ان العراق دولة محتلة، وتالياً فان هذا الامر أراح حزب الله من جهة لكنه اسس لصراع مذهبي من جهة اخرى”.

ولفت المسؤول الاوروبي في “الخلية الاستراتيجية” الى ان “شبه الجزيرة العربية نهضت وخرجت منها مجموعات تضرب الشيعة في باكستان والعالم العربي، واشتدت النقمة على حزب الله بعد توجيه بندقيته نحو الداخل اللبناني، ثم انفجر الصراع كلياً بعد دخول قوات حزب الله الى سورية (الى جانب الرئيس بشار الاسد) لمقاتلة المعارضة السورية و… هنا بيت القصيد”.

واكد هذا الاوروبي المسؤول عن متابعة الحركات الاسلامية والمنظمات الجهادية التي يعتبرها الغرب متطرفة وارهابية، انه “من خلال مراقبة الوضع السوري الميداني وتَتبُّعه فقد وصلت المعارضة السورية الى مشارف قصر المهاجرين (منزل الاسد) الذي اصبح في مرمى نيران المعارضة. الا ان الإحساس بالنصر لدى المعارضة تَسبب بإنشقاق جبهة النصرة عن القاعدة – الام في العراق والتي تُعرف اليوم باسم داعش (الدولة الاسلامية في العراق والشام). فالجولاني زعيم النصرة السوري الجنسية لم يرغب في مقاسمة النصر والغنائم مع البغدادي العراقي زعيم داعش لان الاول اعتقد ان المعركة انتهت ولا لزوم لطاعة والي العراق البغدادي، غير  ان نشوة النصر لم تكتمل عند جبهة النصرة. فبعدما تمرد الجولاني، طلب البغدادي من جميع العناصر الاجنبية التي أرسلها الى الجولاني الانسحاب وأسس داعش بعد دمج حركته التابعة لأيمن الظواهري مباشرة وأطلق يدها في سورية مما أضعف النصرة في شكل كبير جداً، علماً ان الحركتين تحملان النهج نفسه ويقتصر الاختلاف في القيادة وعليها. هذا هو السبب الاول للضربة التي وُجهت للنصرة. اما الضربة الثانية لكلتيهما في الجهاد العالمي فقد جاءت من حزب الله اللبناني”.

واشار المسؤول عيْنه الى ان “حزب الله قرر الدخول في المعركة ليعيد الروح لمَن كان على فراش الموت (والقصد هنا الرئيس السوري). وهو ما أراده الحزب من دخوله المعركة التي كان يخشى حدوثها خوفاً من ارتداداتها، ولكنه انخرط في خضمها وانتصر على النصرة وداعش في القصير وريفها وفي دمشق وريفها، وفي ريف حمص وحلب ايضاً، وقواته موجودة  في بعض القرى الخلفية”، معتبراً ان  دخول حزب الله الى ارض المعركة في سورية تَسبب بإحراج كبير لقادة عرب سيكون من الصعب عليهم العودة الى الوراء بسهولة”.

وتحدث المسؤول في “الخلية الاستراتيجية” عن ان “دولة قطر والاردن وحتى تركيا لن يجدوا صعوبة كبيرة في العودة عن مواقفهم من الاسد، الا انه سيكون مستحيلاً على الرياض بقيادتها الحالية اليوم التعامل مع القيادة السورية الموجودة في الحكم وعلى رأسها بشار الاسد”، لافتاً الى ان “هذا الامر انعكس على التحضيرات لانعقاد مؤتمر جنيف – 2 وتأخيره، وخصوصاً ان المعارضة غير متماسكة ولن تستطيع ترجمة اي اتفاق ميداني الا اذا وضعت يدها بيد النظام الحالي من جديد للعمل على انهاء الجهاد العالمي والسعي لانتخابات جديدة يشارك فيها الجميع”، ومعرباً عن اعتقاده بـ “ان هذا التصوّر لم ينضج بعد، ونحن نعمل على محاربة القاعدة في سورية حيث يشارك في هذه الحرب الجميع مقابل ضمان انسحاب حزب الله وعودته الى لبنان”.

ورأى المسؤول نفسه ان “المشكلة الحقيقية التي نواجهها اليوم هو السؤال: ماذا سيفعل حزب الله بعد اكتسابه هذه الخبرات الهائلة على ارض المعركة في سورية؟ هل سيتجه لمحاربة اسرائيل؟ هل سيشدّ الخناق على القوى السياسية المعارضة له في لبنان؟ ام هل سيبقى في سورية؟”، مرجحاً بقاء حزب الله في سورية “لترسيخ عقيدة متينة تبقى في سورية تُنشئ قوى مقاومة سورية تشنّ هجمات على اسرائيل وتطالب باستراجاع الجولان”.

وقال: “نعتقد ان مصلحة اسرائيل التفكير في شكل أكثر موضوعية لان الحل لن يكون عبر إنشاء جدار اسمنتي على حدودها الحالية مع سورية بل الحلّ في ان تتجه اسرائيل الى مفاوضات سلام مع الحكومة السورية الجديدة تعيد لها الجولان مقابل اتفاقية سلام لانهاء حالة الحرب مع سورية والا فان شكلاً قريب من “حزب الله” اللبناني سيبرز في سورية ويقلق مضاجعنا كلنا، وخصوصاً لما تملكه سورية من ترسانة روسية – ايرانية – صينية متطورة تستطيع إحداث معادلة تختلف عن تلك الموجودة بين اسرائيل وحزب الله اللبناني”.

ويختم المسؤول الكبير في الخلية الاستراتيجية الاوروبية كلامه لـ “الراي” قائلاً: “ان حزب الله دخل دون شك، ضمن معادلة جديدة ترسخت بجذورها في لبنان وامتدت الى سورية، واليوم ليست ايران والنظام السوري وحدهما مَن يتمسّكان بحزب الله اكثر من اي وقت مضى، بل ايضاً كل مسيحيي الشرق وعلى رأسهم روما القلقة على مصير رعيتها في الشرق الاوسط، ولهذا علينا ان نتقبل بانه – اي حزب الله – اصبح ضمن تركيبة الشرق الاوسط الجديد التي يجب ان نتعوّد التعايش معها”.