“طهران ليست مستعدة لتنازل لا تكون الغلبة فيه لخطّها الاستراتيجي المقاوم”
قريب من روحاني لـ “الراي”: الإتفاق على “النووي”
غير مرتبط بملفي لبنان او سورية
* نتوقّع عودة سفارات “دول العقوبات” الى طهران خلال شهرين
* ايران عادت الى المسرح الدولي باعتراف عالمي بها كدولة عظمى نووية في الشرق الاوسط
بروكسيل – من ايليا .ج. مغناير:
لم يكن “جفّ حبر” الاتفاق بين ايران ودول مجموعة “5+1” حول الملف النووي الايراني، حتى كشف مصدر قريب من الرئيس الايراني حسن روحاني لـ “الراي” عن “ان للملف النووي الايراني والاتفاق في شأنه مساراً خاصاً به، وتالياً فلن يكون مرتبطاً بأيّ ملف آخر، كملف لبنان او سورية، رغم ان ما جرى في جنيف سيفتح المجال، ومن دون شك للبحث في ملفات عدة تهمّ ايران والعالم، وخصوصاً تلك المتصلة بالاحداث الجارية في الشرق الاوسط”.
وقال المصدر القريب من روحاني: “ان ايران ليست مستعدة لاعطاء فريق او طرف شرق اوسطي اي تنازل لا تكون فيه الغلبة دائماً لخط طهران الاستراتيجي الواضح والمقاوم، مع مراعاة مبدأ حسن الجوار”، لافتاً الى “إننا في ايران كنا بدأنا بدعم هذا الخط منذ الثورة الاسلامية في العام 1979 ولم تؤد عقوبات الاعوام العشرة الماضية الى تغيير المسار، فكيف اذا عادت ايران اليوم الى المسرح الدولي من الباب العريض وبإمكانات أكبر وباعتراف دولي بها كدولة عظمى نووية في الشرق الاوسط، وليس دولة معزولة منفردة وسط بحر عدائي”.
وأشار المصدر الى “ان منطق العداء الدولي لايران ولّى، ودخلت ايران نادي الدول النووية العالمي باعتراف المجموعة الدولية نفسها”، موضحاً “ان الاتفاق المبدئي التاريخي الذي وُقّع في جنيف يعطي الاطراف جميعها الوقت الكافي لعودة العلاقات بين الاطراف المعنية على الصعيد السياسي والاقتصادي الى طبيعتها، وتنتهي تالياً القطيعة القائمة، وهو وقت كافٍ ايضاً ليتعوّد حلفاء الموقّعين على الاتفاق على الامر الواقع الجديد ويراجعوا سياساتهم المستقبلية ازاء الجمهورية الاسلامية”، متوقّعاً “عودة العلاقات الديبلوماسية وسفارات الدول التي كانت مشاركة في العقوبات الى طهران قبل نهاية السنة الحالية او خلال شهرين في أبعد تقدير”.
وقال المصدر ان “لدى ايران ستة اشهر لإظهار مشروعها السلمي، وما لم يُذكر حرفياً في الاتفاق ذُكر ضمنياً فيه، ولهذا فان كل ما علينا الآن فعله هو إثبات ما وعدنا به، وسيتم التأكد من ذلك من خلال التسهيلات التي ستُقدم لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليصار الى العودة الى طاولة المفاوضات مرة اخرى بعد ستة اشهر، ولكن هذه المرة إنطلاقاً من إتفاق موقّع سلفاً، وللتوصل الى اتفاق اكثر تطوراً ومرونة يعيد حقوق طهران المادية المجمدة كلها، وتالياً تعود العلاقات مع المجموعة الدولية الى ما كانت عليه سابقاً”.
وأكد المصدر لـ “الراي” ان “ما حصل ما هو الا خريطة تحدد المسار المستقبلي وبرضى الأطراف جميعها، وقد كان الفضل الاساسي في هذا التوقيع لكل من روسيا و(وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي) كاثرين آشتون الذين قربوا وجهات النظر، مع التأكيد ان جميع وزراء الخارجية المجتمعين ولا سيما الفرنسي منهم، كانت لديهم النية الجدية اكثر من قبل لتوقيع الاتفاق الاول ولتسجيل اللحظة التاريخية لايران وللمجتمع الدولي ليسير الجميع على السكة الصحيحة”.
You must be logged in to post a comment.