القيادي البارز فيه نجا من 4 محاولات استهداف
“حزب الله” اتّهم اسرائيل باغتيال اللقيس على تخوم الضاحية الجنوبية
بروكسل – من ايليا. ج. مغناير:
شكّلت عملية اغتيال القيادي البارز في “حزب الله” حسان هولو اللقيس حدَثاً من خارج سياق الانشغالات اللبنانية المشدودة بالكامل الى الأزمة السورية وتداعياتها محلياً الى جانب ارتدادات التفاهم الايراني مع المجتمع الدولي حول الملف النووي على مستوى ترسيم النفوذ وترتيب الملفات في المنطقة.
وجاء اغتيال اللقيس منتصف ليل الثلاثاء – الاربعاء واتهام “حزب الله” لاسرائيل بالوقوف وراء هذه الجريمة التي وقعت في محلة الحدَث (على تخوم الضاحية الجنوبية لبيروت) ليضيف عامل قلق اضافياً حيال الانكشاف الأمني للبنان بإزاء الازمة السورية وايضاً حيال “انكشافه التقليدي” في الصراع مع اسرائيل.
وعلمت “الراي” ان اللقيس كان مسؤولاً عن امور ذات أبعاد استراتيجية تتعلق باسرائيل والداخل الفلسطيني، فهو كادر على مستوى عالٍ من الاهمية، ومن قادة الصف الثاني في “حزب الله”.
واشارت معلومات خاصة لـ “الراي” الى ان اللقيس تعرض لاربع محاولات اغتيال من الاسرائيليين، ابرزها كان في العام 2000 حين جرى استهداف سيارته، وفي العام 2006 حيث تم قصف مسكنه.
وعلمت “الراي” ان عمليات تدقيق تجري في اسماء الذين غادروا بيروت عبر مطارها في الـ24 ساعة الماضية، خصوصاً المسافرين من جنسيات اجنبية وعربية، اضافة الى التحري عما اذا كان البحر شهد تحركاً مريباً في المدة عينها.
وفهمت “الراي” من تلك المعلومات ان عمليات التدقيق تجري للتأكد من احتمال مجيء منفذي اغتيال اللقيس من الخارج، ثم مغادرة بيروت بعدما نفذوا مهمتهم.
واكدت مصادر امنية لـ “الراي” ان “3 او 4 مسلحين باغتوا اللقيس في مرآب المبنى الذي يسكنه في الحدث – سان تيريز، وامطروه بما بين خمس وسبع رصاصات في الرأس والعنق من مسدس كاتم للصوت من عيار 9 ميلليمترات وهو داخل سيارته الشيروكي السوداء اللون”.
وقرأت اوساط قريبة من “حزب الله” في عملية اغتيال اللقيس، الذي تمّ تشييعه امس في مسقطه بعلبك، “محاولة من اسرائيل لاستدراج رد فعل من حزب الله على النحو الذي يفضي الى افتعال حرب تعيد خلط الاوراق في المنطقة”، مشيرة الى ان “تجربة حزب الله دلت على انه لا يقوم بردود فعل انفعالية بل يختار الزمان والمكان المناسبيْن”.
وقالت هذه الاوساط لـ “الراي” ان “اسرائيل بدت وكأنها تقول لحزب الله تعالَ قاتِلني”، لافتة الى ان “اسرائيل المنزعجة من الاتفاق الغربي – الايراني، غاضبة من نظرة الغرب الجديدة لحزب الله كقوة يجمعها مع المجتمع الدولي العداء للتكفيريين، وتالياً فان هدفها من عملية الاغتيال جر الحزب الى مواجهة تتيح لتل ابيب القول للغرب: ها هو حزب الله ما زال منظمة ارهابية”.
واذ ذكرت هذه الاوساط بالتحذيرات العلنية التي كانت ابلغتها الولايات المتحدة وبريطانيا لاسرائيل من مغبة قيامها باي تحركات لافساد المناخ الجديد في المنطقة، بعد الاتفاق بين الغرب وايران، قالت ان “ما قامت به اسرائيل (عملية الاغتيال) يظهر حجم إحباطها من الموقف الغربي من جهة وسعيها الى دفع المنطقة نحو تصعيد قد يؤدي الى اشعالها من جهة اخرى بغية اجهاض المناخ الجديد”.
ورغم ان تلك الاوساط بدت حاسمة في تحميل اسرائيل مسؤولية اغتيال اللقيس، قالت ان “من سخرية القدر ان تتعاون اسرائيل والتكفيريين في استهداف المقاومة، وإن دلّ هذا على شيء فانه يدل على المنحى الخطر الذي بلغته الاوضاع في المنطقة”.
وكان “حزب الله” أصدر في وقت مبكر من صباح امس بيان جاء فيه :”قرابة الساعة الثانية عشرة من مساء الثلاثاء، تعرض أحد قادة المقاومة الإسلامية الأخ المجاهد الحاج حسان هولو اللقيس لعملية إغتيال أمام منزله الكائن في منطقة السان تيريز- الحدث وهو عائد من عمله فقضى شهيداً (…) إن الاتهام المباشر يتجه الى العدو الإسرائيلي حكماً، والذي حاول أن ينال من أخينا الشهيد مرات عديدة وفي أكثر من منطقة، إلى أن كانت عملية الاغتيال الغادرة ليل الثلاثاء، وعلى هذا العدو أن يتحمل كامل المسؤولية وجميع تبعات هذه الجريمة النكراء، وهذا الإستهداف المتكرر لقادة المقاومة وكوادرها الأعزاء”.
ويُذكر ان اغتيال اللقيس هو العملية الاولى التي تستهدف قيادياً في “حزب الله” على الاراضي اللبنانية منذ يوليو من العام 2004 حين 2004، اغتيل غالب عوالي بواسطة سيارة مفخخة في الضاحية الجنوبية لبيروت. علماً ان الضربة الاكثر ايلاماً التي وُجهت الى الحزب منذ اغتيال امينه العام السيد عباس الموسوي العام 1992، كانت اغتيال القائد العسكري للحزب عماد مغنية في دمشق في فبراير 2008.
واللافت كان انه رغم اتهام “حزب الله” لاسرائيل، تهافُت جماعات “الكترونية” سنية على اعلان مسؤوليتها عن العملية، ما عكس عدم جدية “بيانات التبني”.
وكانت جماعة تطلق على نفسها “لواء أحرار السُنة بعلبك” تبنت اغتيال القيادي في “حزب الله” في سلسلة تغريدات عبر “تويتر”، تلاها تحذير للأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله من وضع “أهل الُسنة في بنك أهدافه الداعم للمشروع الصفوي الهادف إلى الهمينة على لبنان”.
وقالت هذه الجماعة التي لم يسبق ان تم تداول اسمها “ان لواء احرار السنّة بعلبك يتبنى رسمياً العملية الجهادية البطولية (صدقنا الوعد) بإغتيال القيادي في حزب الشيطان في عقر دارهم”، معلنة “ان العملية الجهادية نفذت من قبل أسود سنية حرة من لبنان”، مضيفة: “والله إن النصر لقريب وما هذا سوى أول الغيظ، وبعد اليوم لن تباح مساجد أهل السنّة في بعلبك ولن تهتك أعراضهم ولن تشتم أم المؤمنين سيدتنا عائشة على الملأ”.
ولم يمر وقت قبل ان تتبنى مجموعة اخرى تطلق على نفسها إسم “كتيبة أنصار الأمة الإسلامية” العملية نفسها، تحت عنوان “غزوة الضاحية الجنوبية”.
وجاء في البيان أنّ “الأبطال” في الكتيبة المذكورة قاموا “بغزوة الضاحية الجنوبية” حيث تمّ “القضاء” على حسان اللقيس الذي وصفه البيان بأنه “واحد من طواغيث حزب الشيطان والمسؤول المباشر عن مجزرة القصير”.
ووعدت الكتيبة في بيانها، بـ “ببيان وافٍ عن هذه الغزوة عمّا قريب”.
You must be logged in to post a comment.