In Washington and Tehran, radicals, in respective countries, and some of the allies would prefer to see the fall of the nuclear deal

Iran nuclear saudi

“في واشنطن وطهران وبين حلفائهما مَن ينتظر الانقضاض عليه”

مسؤول غربي لـ “الراي”: الاتفاق النووي مع ايران انتصار على الراديكالية

عناوين فرعية:

** الكويت على رأس الدول التي تموّل وتمدّ الجهاد العالمي بالمال والرجال ومن شأن ذلك الارتداد عليها

* الاتفاق وُضع على السكة الصحيحة حتى ولو تأخر لأمور لوجستية

* إعطاء ايران حقّ التخصيب بنسبة 5 في المئة حقّ لكل دولة نووية

* دليل صحي ان يرحّب إعلان الكويت بالاتفاق رغم تبايُن وجهات النظر بين دول مجلس التعاون

* في السياسة يمكن ان يصبح عدو الغد صديق اليوم وصديق البارحة متمرّد اليوم

* اسرائيل لا توافق رؤية اميركا بوقف بناء المستوطنات وإعادة الاراضي المحتلة عام 1967

* على ايران طمأنة جيرانها وإقران أقوالها بالأفعال

* المملكة العربية السعودية تمنّعت عن إعطاء ظريف موعداً لزيارتها

* على دول الشرق الاوسط النظر الى تطلعات المجتمع الشاب لبناء الأوطان ومنع التطرف والإرهاب

* “حزب الله” أصبح بمساعدة ايران دولة ضمن دولة في لبنان وربما أقوى من الدولة

بروكسيل – من ايليا ج. مغناير:

يشقّ الاتفاق النووي بين ايران والغرب طريقه الى الأمام رغم بعض التعرّجات المحسوبة والكثير من “الاخذ والردّ” لبلوغ الحل النهائي، الذي ستتوالى المفاوضات في شأنه في المرحلة المقبلة، في جنيف وفيينا على حد سواء.

ورغم انه غالباً ما تكمن “الشياطين في التفاصيل”، فان “ما كُتب قد كتب” في الاتفاق النووي الذي يشكل إنجازاً لا يستهان به، وبات من الصعب وقف مساره او الالتفاف على ديناميته في المنطقة.

فلم يكن سهلاً إقناع العالم بنيّات ايران السلمية التي مهّدت لولادة اتفاق جنيف بعد مخاض عسير، لكن بدا انه سيكون من الأصعب إقناع العالم الإسلامي بـ “سلمية” ايران وبناء الثقة بين دول الشرق الاوسط.

ايران أخذت ما هو من حق كل دولة نووية وليس أكثر، ورغم ذلك كثر الضجيج وقلّ الحجيج وخرج “حلفاء” كأنهم في انتفاضة على “الكبار” وبرزت أسنان الثعالب اعتقاداً من أصحابها ان عرين الأسد قد هتك.

ورغم هذه الضوضاء فان القطار سائر بمَن التحق به، وها هو شبح الحرب يبتعد عن الساحة بين “أعداء الأمس” على وقع مراجعاتٍ للسياسات القديمة تفسح المجال امام متطلبات المجتمعات الصاعدة نحو المزيد من البراغماتية، والباحثة عن عالم أكثر أمناً وأقلّ تطرفاً.

هذا المناخ عكسته قراءة مسؤول غربي مشارك في مؤتمر جنيف، حيث تحدث لـ “الراي” عن ان “إتفاق جنيف النووي حقق إنتصاراً واضحاً لخط الاعتدال، او بالأحرى الخط الذي يرفض ديبلوماسية القوة ويتبنى رؤية لشرق أوسط متزن قادر على الانتصار على الخط الراديكالي المتطرف داخل اميركا وايران وبين حلفائهما ومحيطهما على حد سواء، هؤلاء الذين يتمنون بقاء حال العداء ويدعمون الاتجاه نحو الخيارات العسكرية”.

وقال المسؤول الغربي: “ان حال الرئيس (الاميركي باراك) اوباما كحال الرئيس (الايراني حسن) روحاني، فكلاهما يتعرّض لهجمات داخل بلاده. هناك هجمات صامتة تنتظر الخطأ الاول للانقضاض على الاتفاق بين البلدين، وهناك الهجمات العلنية التي – من الناحية الاميركية – تقوم بها  الأحزاب المعارِضة للإدارة الحالية مدعومة من حلفاء اميركا التقليديين الذين اعتبروا أنفسهم غير معنيين بالتقارب (الايراني – الاميركي)، وكذلك هناك في الداخل الايراني أصوات متشددة لم تتقبل التقارب الا على مضض وتنقضّ على (وزير خارجية ايران محمد جواد) ظريف لما تمثله حكومة روحاني من براغماتية”.

وأشار المسؤول عيْنه ان الى ان “الاتفاق وُضع على السكة الصحيحة وقد يتأخر بسبب أمور لوجستية من هنا ومن هناك، الا ان الأطراف جميعها في الغرب، إقتنعت بأنه اذا احترم الطرف الايراني التزاماته فان الاتفاق يصبح جزءاً من الامن القومي الغربي الذي يهدف الى الضمان الكامل للأمن النفطي والامن الاقتصادي ومحاربة الجهاد العالمي بالتضامن والتكافل وسحب فتيل التفجير والاحتقان”، لافتاً الى انه “في نهاية الامر فإن إعطاء ايران الحق بتخصيب اليورانيوم حتى نسبة 5 في المئة هو حق طبيعي لكل دولة ترغب بإمتلاك القدرة النووية لأغراض سلمية مدنية. وهذا الحق يقع ضمن معايير معاهدة الحدّ من انتشار الاسلحة النووية ما دامت تقع تحت إشراف وكالة الطاقة الذرية الدولية”.

واكد هذا المسؤول لـ “الراي” انه “من وجهة نظر الغرب فقد انقسم العالم العربي الى ثلاثة اقسام بإزاء الاتفاق مع ايران: المؤيد، والمتريث الحذر، والمعارض. وفي اعتقادنا إن الاتفاق الايراني – الغربي من شأنه ايجاد شركاء جدد في مجالات متعددة وتعديل ثوابت مصالح الدول الاقليمية الشرق اوسطية. وهو ما بدأت ترجمته في قمة الكويت حيث رحبت دول مجلس التعاون الخليجي بالاتفاق رغم تباين وجهات النظر السياسية بين الحلفاء العرب، وهذا دليل صحي وجيد. ولهذا فإن على الدول المعارضة ومنظوماتها في المنطقة اخذ العبرة والتأقلم لمواكبة المتغيرات التي طالت السياسة الدولية بغية ترتيب اولوياتها، حيث ان مبدأ الإلتزام بسياسة غير متجددة لا جدوى منه ويتعارض مع فن السياسة الذي يحتّم في بعض الظروف ان يصبح عدو الأمس صديق اليوم وصديق البارحة متمرّد اليوم من دون ان يعي هؤلاء ان الثوابت الاستراتيجية تبقى كما هي ما دامت التحالفات قائمة”.

ورأى المسؤول الغربي ان “هناك دولاً عدة تساعد في محاربة الجهاد العالمي وفي الوقت نفسه تموّله وتمدّه بالمال والرجال، وعلى رأس هذه الدول توجد ايضاً الكويت، وهذا الدعم يجعل مهمة التخلص من هؤلاء صعبة”، وقال: “لهذا نحن بصدد وضع خطة تقطع الدعم عن تلك الجماعات. والتعاون في هذا الإطار بين الاجهزة (المخابراتية) لا يكفي بل يجب وقف الموارد وقطع الأوصال بشكل لا لبس فيه كي لا يجرّ هذه الدول الى نتائج وخيمة”.

اضاف: “الارهاب وحده لا يشكل الخطر الوحيد في الشرق الاوسط، ففي لبنان تدعم ايران حزب الله الذي أصبح دولة ضمن الدولة بل أقوى منها، واسرائيل لا توافق رؤية اميركا ان بناء المستوطنات على الأراضي المحتلة عام 1967 يؤجج نار الجهاد العالمي ويزكي الاقتتال في الشرق الاوسط. وبهذا فإن الجهود الاميركية – الاوروبية المبذولة باتجاه الضغط على اسرائيل لها مفعول سطحي ما دامت الرغبة بالتخلي عن الاراضي غير قائمة، مما يساهم باشتداد العنف المذهبي والاقليمي ويولد أحقاداً متعددة الوجوه”.

ويوضح هذا المسؤول “ان على ايران واجبات تجاه جيرانها على قاعدة حل مشاكلها القديمة – الجديدة معهم لإقناعهم بحسن نيتها وإقران القول بالفعل، ولكن على العرب ايضاً إعطاؤها الفرصة لذلك واستقبال موفديها – على الرغم ان المملكة العربية السعودية ترفض ليومنا هذا إعطاء موعد لظريف – لوضع أفعالها تحت المجهر، لأن الحلول لا تبنى بالعداء بل بالتواصل وإفساح المجال للسياسة والمبادلة بشتى المجالات لإعادة ما انقطع لأسباب عدة. وكذلك على دول المنطقة النظر الى تطلعات المجتمع الشاب المثقف والمتعدد الرؤية الذي يفضل الابتعاد عن الشخصانية والأحقاد الدفينة ويريد ان يكون جزءاً من القرار ليضيق الخناق على التطرف ومبدأ إلغاء الآخر ولبناء مجتمع سليم”.