وصف المؤتمر بـ “لقاء العصر”
مسؤول غربي لـ “الراي”: دعوة ايران الى جنيف -2
تتيح إنفتاحها على البحرين والسعودية
بروكسيل – من ايليا ج. مغناير:
يتهيأ العالم بـ”عيون شاخصة” لمتابعة اعمال مؤتمر جنيف -2 لمعالجة “ازمة العصر” في سورية، بدعوة من الامم المتحدة، وهي الازمة التي اصابت شظاياها الدول المجاورة وتطايرت “سمومها” في اتجاه القارات المجاورة ايضاً من خلال ابنائها المنغمسين في تيارات “الجهاد العالمي” الذي يجد ومنذ زمن بعيد “ارضاً خصبة” في الشرق الاوسط ونزعاته القديمة والجديدة.
وبعد الدعوة التي تلقتها ايران من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، اثر مشاوراته مع الدول الخمس الاعضاء في مجلس الامن، لحضور جنيف -2، أكان في جلسته الافتتاحية او في اروقته، فان الامور بدأت تتجه نحو المنحى الصحيح لحل يبدو بعيد المنال لكنه غير مستحيل، اقله مع الحراك الجديد في المنطقة.
وقال مسؤول غربي شارك في التحضيرات لجنيف -2 لـ”الراي” ان “مؤتمر جنيف – مونترو يعتبر من اهم المؤتمرات في هذا العصر، لانه يجمع الاضداد ويبني تحالفات بين اعداء الامس، ويفتح الطريق واسعاً امام المتناحرين لايجاد مخارج تحفظ ماء وجه جميع الذين يتقاتلون على ارض سورية بغطاء من الشرعية الدولية”.
ولفت المسؤول الغربي الى ان “دعوة ايران والبحرين الى مؤتمر جنيف السوري سيتيح للبلدين اللقاء والبحث، بافق متفائل، في خريطة طريق لحفظ استقرار البحرين بتعاون من ايران، خصوصاً بعد اللقاء الشجاع والمتميز الذي جمع ولي العهد الامير سلمان ال خليفة وزعيم حركة الوفاق البحرينية المعارضة الشيخ علي سلمان”، متوقعاً “انعقاد لقاءات اخرى بين الحكم والمعارضة بتشجيع من ايران التي يمكن ان تلعب دوراً بارزاً في استقرار هذه المنطقة من العالم”.
واشار المسؤول المشارك في الاجتماعات التحضيرية لـ”جنيف – مونترو” الى “اهمية وجود الوفد الايراني في هذا المؤتمر ليس فقط حيال الملف السوري بل حيال ملف المنطقة برمته. الذي يؤثر مباشرة على الوضع السوري واهم هذا الملف هي العلاقات السعودية – الايرانية”، موضحاً ان “المملكة العربية السعودية قامت بخطوة اولى تجاه ايران حين دعت الرئيس حسن روحاني لموسم الحج، الا انه رفضها، وكذلك قامت ايران بإبداء رغبتها في الانفتاح على السعودية من خلال دول الخليج كافة من دون ان تتلقف المملكة هذا الامر، الا ان موقف الرئيس السابق سعد الحريري الايجابي النابع من الرغبة السعودية باعادة فتح الابواب مع طهران قوبل بإستحسان ايراني من المرجح ان يترجم في جنيف على هامش المؤتمر الذي يحمل اوجه عدة، عدا الملف السوري”.
اما عن الملف السوري نفسه، فقال المسؤول الغربي لـ”الراي” ان “المجموعة الدولية ترى نفسها مضطرة للتعامل مع ملفات متعددة في الشرق الاوسط تمهيداً لحل الازمة السورية التي تطالنا جميعاً دون استثناء، ومن هذا المنطلق رأينا ان مكافحة الارهاب لا تتم الا بتعاون الدول مجتمعة والتعالي عن الخلافات الداخلية وصراع النفوذ، فقد رأينا بأم العين ان المقاتلين ضمن صفوف الجهاد العالمي ينتمون الى جنسيات متعددة تمثل بلدان عدة ترى نفسها امام خطر عودة هؤلاء بعد ان رأينا قابلية وشهية عالية بين جماعات دينية في اوروبا تعالت اصواتها بدعم الجهاد العالمي وهذا ما يقلقنا كثيراً الا انه لن يكون على حساب الشعب السوري ومعاناته، بل يجب ان نجد خطة عمل متكاملة تتيح وقف اطلاق النار واطلاق سراح السجناء وعودة المدنيين الى بيوتهم واعادة بناء البنية التحتية ليصار الى تشكيل حكومة جديدة مؤلفة من النظام والمعارضة ليتسنى لها وقف الاقتتال ومحاربة الارهاب والتوجه نحو انتخابات نيابية ورئاسية تعيد الامور الى نصابها الطبيعي”، مضيفاً “اننا لا نتوهم ان مستوى الطموحات عالٍ ولن نحقق الكثير في اللقاء الاول، الا ان رغبة الولايات المتحدة وروسيا الضاغطة لايجاد مناخ ايجابي ليس في سورية فقط بل في المنطقة ايضاً بالاضافة الى رغبة الاتحاد الاوروبي بذلك يمثل كل هذا دفعاً جباراً لاستمرار عملية السلام التي ستنطلق غداً والتي ستستمر الى حين التوصل الى نتيجة مرضية دون الاكتراث الى عدد اللقاءات المستقبلية اللازمة”.
You must be logged in to post a comment.