Saudi Arabi and Iran: Meeting on regional issue but not on Syria

Iran_Saudi_Arabia

بعد الحكومة والخطة الأمنية وفي حمأة ثلاثة إستحقاقات مفصلية

مناخ جديد يؤشر الى تفاهم لبناني – لبناني بـ “مقويات” سعودية – ايرانية

* كلام عن حتمية تفاهمات داخلية واقليمية تفضي الى رئيس تسوية وتعيد الحريري الى الحكم

خاص –

توحي التطورات في بيروت بأن ثمة مناخاً جديداً يؤشر الى إمكان معاودة “تطبيع” الواقعيْن السياسي والأمني بعد مرحلةٍ من “التوتر العالي” الذي كاد ان يضع البلاد امام خطر السقوط المتمادي في فخ الصراع المذهبي والشلل المؤسساتي والانهيار الأمني و”الحرائق” الجوالة بالاغتيال والتفجير والتقاتل وما شابه.

ولم يكن الإفراج عن حكومة “ربْط النزاع” بين “8 و14 اذار”، بعد أكثر من 10 أشهر من “إحتجاز” عملية تشكيلها، سوى “اول الغيث” في إتجاه “المناخ الجديد” الذي إختُبرت جدية “القرار الكبير” في شأنه في نجاح الخطة الأمنية البالغة الدلالة في طرابلس، عاصمة شمال لبنان، وسط مؤشرات الى النجاح عيْنه في البقاع الشمالي.

وما يعزز الاعتقاد بأن الوقائع السياسية والأمنية تشكل ترجمة لـ “توجه جديد” داخلي، وبـ “مقويات” اقليمية ودولية، لإطفاء التوترات اللبنانية وعزْلها عن “البركان السوري”، ما صدر اخيراً من “رسائل متبادلة” بين الطرفين الرئيسيين في “8 و14 اذار”، اي “حزب الله” و”تيار المستقبل”.

نائب الامين العام لـ “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم أشّر الى هذا الاتجاه حين قال بالفم الملآن “لا ضرورة لأن يفاجأ احد اذا فتحنا بعض خطوط الحوار”، وهو يقصد بالتأكيد قنوات حوار مع “تيار المستقبل”، وهو تطور ينطوي على “دلالات اقليمية” لا يمكن التقليل من أهميتها في مقاربة المرحلة المقبلة في لبنان.

وما لم يقله الشيخ قاسم صراحةً تحدث عنه وزير العدل اللواء اشرف ريفي، الشخصية التي أظهرت الكثير من الراديكالية في مواجهة “حزب الله”، حين أشار الى “معطى جديد، اقليمياً ودولياً، علينا ان نفيد منه للخروج من اللهيب السوري (…) هذا المعطى هو محاولة اطفاء بؤر التوتر التي تحوط سورية، بالحد الاقصى الممكن”.

الأهمية “المفصلية” لهذا المعطى تكمن في انه غير معزول عن إستحقاقات “جوهرية” تطلّ على لبنان، وهي إنتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل 25 مايو المقبل، تشكيل حكومة العهد الجديد، إقرار قانون جديد للإنتخابات النيابية، وهي الاستحقاقات التي تعيد إنتاج السلطة وتوازناتها، وتؤشر تالياً الى الموقع الاقليمي للبنان.

وكشفت اوساط واسعة الإطلاع لـ “الراي” عن ان لبنان إما ان يكون على موعد مع تفاهم داخلي يشكل مفتاحاً للقاء سعودي – ايراني، وإما ان يكون على موعد مع حوار سعودي – ايراني يفضي الى تفاهم لبناني – لبناني، مشيرة الى ان الاحتمالين متوازييْن وحتمييْن، وإذا سبق احدهما الآخر فلا يلغيه بل يمهّد له.

وتحدثت هذه الاوساط عن ان الحوار الايراني – السعودي الحتمي يهدف الى ترتيب أوضاعهما في المنطقة بمعزل عن المسرح السوري، الذي من الصعب ترتيبه بعدما تحول ملعب نار اقليمياً – دولياً، وخصوصاً بعد ضمّ روسيا لجزيرة القرم وما نجم عن ذلك من إهتزاز للعلاقة الاميركية – الروسية.

وأشارت الاوساط عيْنها الى انه صار لأميركا حساب مفتوح مع روسيا، لكن لن تحاسبها على نحو مباشر إنما بطريقة غير مباشرة، ما يجعل من سورية افضل مسرح عمليات لتصفية الحساب بين واشنطن وموسكو بسبب تطورات الأزمة الاوكرانية ونتائجها.

ولأن للواقع السوري تعقيداته العميقة وصراعاته المتعددة الاتجاه، فإن التوجه الجديد يقضي بترجيح كفة التقارب اللبناني – اللبناني ذي المرجعية العربية – الفارسية، بحسب الدوائر الواسعة الإطلاع، التي توقعت حصول تفاهمات بين “8 و14 اذار”، ولا سيما بين “حزب الله” و”تيار المستقبل”.

وفي تقدير هذه الدوائر فإن هذا التفاهم قد يكون سابقاً للقاء الحتمي السعودي – الايراني او ناجماً عنه، متوقّعة ان يُترجم هذا التفاهم بالاتفاق على مرشح تسوية لرئاسة الجمهورية وبعودة زعيم “تيار المستقبل” سعد الحريري الى رئاسة حكومة العهد الجديد، إضافة الى التوافق على قانون جديد للإنتخابات النيابية.

وحرصت هذه الدوائر على القول ان عودة الدفء الى العلاقات الايرانية – الخليجية لا تعني تفاهماً على الملف السوري بل تؤشر الى حرص متبادل على إطفاء ما أمكن من توترات اقليمية تحوط بالحريق السوري.