http://www.alraimedia.com/Articles.aspx?id=506139
تتوحّدان ضدّ “الدولة” والنظام وتديران صراعهما المؤجّل
ماذا يحدث بين “النصرة” والجبهة الاسلامية؟
كتب – ايليا ج. مغناير:
بعدما أصدرت الجبهة الاسلامية ميثاق الشرف الذي أعلنت فيه “هويتها السورية” وانفتاحها على “الدول الاقليمية والعالمية”، أجابتها جبهة النصرة – حليفتها الاساسية – “بعدم الوضوح وعدم المشورة وعدم التعاون مع الاطراف الاقليمية التي تعمل على محاربة الاسلام وأهله”. فهل هذا يعني بداية الخلاف او الانشقاق بين الحلفاء؟
تخوض الجبهة الاسلامية وجبهة “النصرة” أشرس المعارك في دير الزور ضد “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) والمعروفة باسم “الدولة” المسيطرة على مناطق الشمال الشرقي لسورية وهي امتداد الحدود السورية – العراقية وتُعتبر قاعدة “الدولة” وامتدادها الى العراق ومنابع النفط الغنية الضرورية لبقائها وخصوصاً بعد تضامن الداخل السوري والخارج من دول الاقليم والدول العالمية لإنهاء وجود “الدولة” وتجفيف منابع المورد المالي لها.
ومما لا شك فيه ان الغلبة ستكون لـ “الدولة” في هذه المنطقة وخصوصاً ان المعارك اصبحت داخل مدينة كباجب جنوب دير الزور مع تصميم “الدولة” على دحر جبهة النصرة من الشمال واتجاهها من بعد ذلك الى جبهات شمالية اخرى بما فيها شمال حلب وريفها.
وهذا اذا دلّ على شيء، فانه يؤكد انه مهما حصل من بيانات مضادّة بين “البيت الواحد” من جبهة النصرة والجبهة الاسلامية فان الوضع العسكري يفرض تحالف هؤلاء في الوقت الراهن او على الاقل عدم صدام الطرفين الحليفين. ومما لا شك فيه ان الجبهة الاسلامية، بانتماءاتها الاقليمية، اضطرت لاعادة النظر في بياناتها الاولى وموقفها المنفتح على استقبال المقاتلين الاجانب حين صرح – في اكثر من مناسبة – زهران علوش ترحابه بكل مجاهد يأتي من الخارج لمحاربة النظام، على عكس ما جاء في بيان الجبهة الاسلامية قبل ايام عدة.
ومن الطبيعي ان تعيد الجبهة الاسلامية سياستها ومن الواضح انها تلتزم بما يُطلب من الداعم الخارجي لتحسين وجه الجبهة وجذب الدعم العسكري اللازم لها في حربها الطويلة ضد النظام، مما اضطرها لتقف – في البيان فقط – ضد مبادئ حليفتها الاساسية في جبهة النصرة وكذلك كتيبة الفرقان ولواء عمار بن ياسر حيث الغالبية العظمى من المجاهدين العرب والاجانب. كذلك فان بيان جبهة النصرة الذي نسف ميثاق الشرف الثوري الذي صدر عن الجبهة الاسلامية، من الممكن ان يوجِد التوازن المطلوب لمنع تفكك جبهة النصرة ومغادرة “القسم الغريب” منها الى دياره او حتى الى أحضان “الدولة” من ناحية، ومن ناحية اخرى فان جبهة النصرة الأقوى في الشمال والجنوب (درعا – القنيطرة) تعي أنها أقوى وأكثر تمرّساً من الجبهة الاسلامية، الا انها بحاجة للمساعدات التي تصلها، العسكرية منها والمادية، حتى ولو ان هناك ضائقة مادية واضحة داخل جبهة الاحرار الذين لم يتقاضى افرادها رواتبهم منذ اكثر من 5 اشهر بحسب ما قاله “الشاهد الشامي” الخبير بالمجموعات الاصولية.
ولهذا السبب أصدرتْ “جبهة النصرة” بيانها المضادّ لبيان الجبهة الاسلامية موضحة موقفها الإسلامي الذي يتلاقى مع مبادئ “القاعدة” وذلك لتبعد تهمة التبعية الاقليمية عنها وتبقي على صيغة تلاقي المجاهدين بغض النظر عن بلد الولادة للالتقاء حول هدف اسلامي موحد.
ويسود الاعتقاد ان جبهة النصرة لن تتعرض للتلاشي او للضرب في الداخل او للانقسام او لمعركة مع الجبهة الاسلامية لانها الاقوى ولان الطرفين بحاجة لتوحيد البندقية امام هجمة “الدولة” وهجمة النظام، دون ان يكون التصادم مستبعداً في مرحلة لاحقة بعيدة تفرضها أرض المعركة وتطوّراتها.
You must be logged in to post a comment.