دوائر غربية رسمت عبر “الراي” ملابسات إرجاء الضربة العسكرية:
اوباما منزعج من تركه وحيداً وحلفاؤه مستاؤون من تردُّده
خاص – “الراي”:
رسمت دوائر ديبلوماسية غربية خريطة لـ “ملابسات” تريّث الرئيس الاميركي باراك اوباما في تنفيذ الضربة العسكرية لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، والصدى “السلبي” الذي لاقاه هذا القرار لدى حلفاء الولايات المتحدة.
وتحدثت هذه الدوائر لـ “الراي” عن “إنزعاج الديبلوماسية الاميركية الكبير من ترْك الرئيس اوباما وحيداً وسط معركة الحشد الدولي لتوجيه الضربة للأسد”، موضحاً “ان الديبلوماسية الاميركية تعتبر ان اوباما عمل بجد في هذا الاتجاه بعد الموافقة الشفوية من معظم القادة الاوروبيين ودفْعه نحو خيار الحرب، وهو ما جعله يرسل الاسطول السادس الى قبالة السواحل اللبنانية – السورية، علماً ان هناك نحو 15 قطعة من الاسطول الخامس قد استنفرت ايضاً امام المياه اللبنانية – السورية”.
ونقلت هذه الدوائر عن الديبلوماسية الاميركية “ان هذا الانزعاج ليس من روسيا وايران وسورية، بل من اقرب الحلفاء للولايات المتحدة، مثل بريطانيا وفرنسا التي ارسلت زورقاً صاروخياً لا تصل صواريخه الى داخل سورية”.
وبحسب الديبلوماسية الاميركية فإن “اي مشروع حرب يحتاج الى امكانات بشرية ومادية كبيرة جداً، كما يحتاج الى مئات الطائرات الحربية كي تكون في الجوّ في وقت واحد”، مذكّرة بأن “الحرب على العراق أثقلت الادارة الاميركية السابقة بديون كبيرة ولم تدفع دول الخليج الا جزءاً صغيراً جداً منها لا يتعدى 60 مليار دولار من اصل نحو ألفي مليار دولار”، ملاحظة “ان الانسحاب اليوم من المعركة اصبح جماعياً حتى قبل بدئها”.
وعن خريطة “المستائين” من تريّث اوباما، لفتت الدوائر الديبلوماسية الغربية الى “ان اول المستائين هو الائتلاف الوطني السوري الذي كان يعوّل، معنوياً وعسكرياً، على دخول الولايات المتحدة المعركة، فإذا بقرار اوباما يؤكد ان هذا لن يحصل في القريب العاجل بل ان مصيره يرتبط بقرار الكونغرس”.
اضافت تلك الدوائر: “المستاء الثاني هو السعودية التي عملت جاهدة للدفع في اتجاه المعركة لإسقاط النظام السوري، في حين ان المستاء الثالث هو اسرائيل التي تأملت ان تُضعف الضربة الاميركية الرئيس الاسد، وها هي ترزح تحت عبء انتشار قواتها لأسبوعين على الاقل وسط حال استنفار مستمر، علماً انها كانت السباقة في الطلب من الادارة الاميركية تأجيل الضربة لحين اكتمال استعداداتها”.
وبحسب الدوائر عينها، فإن “رابع المستائين من قرار اوباما هي تركيا بعدما وزّع حلفاء اميركا تواريخ الضربة التوماهوكية والكروزية وإختبأوا خلف دساتيرهم التي تنقذهم من الاحراج، فالأزمة الاقتصادية التي تعصف باوروبا والنتائج السياسية على قادتها لم تنته فصولاً حتى اليوم في ذاكرة القارة العجوز، التي فضّلت ان تتنعّم بتقاعدها وتنأى بنفسها عن دعم الولايات المتحدة التي ستعيد حساباتها مع حلفائها بطريقة مختلفة جداً، لن تبقى الامور معها على حالها كما كانت سابقاً بين الحلفاء التقليديين”.
ووسط إنزعاج الولايات المتحدة واستياء حلفائها، استوقف الدوائر الغربية الاداء الروسي اللافت في مواجهة الاندفاعة الاميركية، وتولي الرئيس فلاديمير بوتين دور الناصح للرئيس اوباما، صاحب جائزة نوبل للسلام “بأن البيت الابيض يمكن ان يتحول الى بيت احمر بدماء المدنيين الذين يمكن ان يسقطوا خلال الضربة العسكرية لنظام الاسد”.