Iran/USA (1): A war that did not happen and a difficult peace; Obama yo-yo policy doesn’t build trust between Tehran and Washington

 

أميركا وإيران و”ساحاتهما” في حربٍ لم تقع وسلام صعب (1)

مصدر إيراني لـ “الراي”: سياسة الـ “يو – يو” لأوباما

لا تبني الثقة في التقارب بين واشنطن وطهران

* الاتصالات الأميركية – الإيرانية غير المباشرة سابقة لوصول روحاني الى الحكم

* اردوغان سعى للتنسيق بين إيران وأميركا في إطار الـ 5 + 1 لكن أوباما كان أسير التلويح بالخيار العسكري

* فيلتمان “المعتمر” القبعة الزرقاء تحدّث في طهران عن النيات الاميركية الصادقة لفتح صفحة جديدة

* قرار خامنئي كان بملاقاة الانفتاح الأميركي بحذر ومن دون لقاء مع أوباما

* ردّ روحاني على مكالمة أوباما اجتهاد بأن ذلك من ضمن ضوابط المرشد

* نتانياهو نجح في ضرب ملامح التقارب الاميركي – الايراني

* لا يمكن أوباما ان يصافح روحاني بيد ويحمل بندقيته باليد الأخرى

بروكسيل – من ايليا. ج. مغناير:

قفزتْ العلاقة الأميركية – الإيرانية الى صدارة الحدَث الدولي أخيراً، وهي الآن تحت المجهر في ضوء الماضي “الخشن” بين الولايات المتحدة والجمهورية الاسلامية والحاضر الذي يوحي بـ “ليونةٍ ما” قيد الاختبار المتبادَل، وسط معاينة حثيثة من اللاعبين الدوليين والاقليميين لما قد ينطوي عليه “كسْر الصمت” بين واشنطن وطهران.

لكن رغم إيجابية ما جرى في نيويورك يوم دخل الرئيس الإيراني حسن روحاني مبنى مانهاتن من الباب العريض، فإن ما قاله سيّد البيت الابيض باراك أوباما عندما استقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إستدعى رداً، ومن “العيار الثقيل” من سيّد إيران، المرشد الأعلى علي خامنئي … فما الذي حصل؟

مصدر إيراني مسؤول كشف لـ “الراي” عن “ان الاتصالات الاميركية – الايرانية غير المباشرة لم تكن وليدة وصول روحاني الى الحكم. ففي الماضي القريب حاول رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان التنسيق بين ايران ومجموعة 1 + 5 وأميركا، لكن أوباما كان تصعيدياً في تلويحه بالخيار العسكري والعقوبات، وفي الماضي الأقرب منه جاء السيد جيفري فيلتمان الى طهران معتمراً القبعة الزرقاء كممثل للأمين العام للأمم المتحدة من دون إغفاله الكلام عن النيات الصادقة للولايات المتحدة وحرْصها على فتح صفحة جديدة مع الجمهورية الإسلامية في إيران”.

وأشار المسؤول الإيراني، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، الى انه “مع اقتراب ذهاب الشيخ روحاني الى نيويورك، قررت القيادة الايرانية، وعلى رأسها المرشد، مبادلة الرغبة الاميركية بالانفتاح بالمقدار الضروري والحذر، إنطلاقاً من تجربتنا مع الولايات المتحدة وعدم صدقيتها مع إيران كدولة ذات سيادة وغير تابعة لها كما هو حال معظم الدول المحيطة بنا”.

ولفت المسؤول المعني بمجريات العلاقة بين بلاده والولايات المتحدة الى “ان القرار في إيران كان يقضي بعدم عقد لقاء مع الرئيس الاميركي الا اذا أعلنت الولايات المتحدة رفع العقوبات وأقرّت بحق إيران بامتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية، وتالياً التوقف عن تهديدنا. وإنسجاماً مع هذا القرار رفض الشيخ روحاني لقاء الصدفة مع اوباما، او اللقاء على العشاء الذي يقيمه الرئيس الاميركي على شرف قادة الدول”.

وتحدّث المسؤول الايراني عن “ان ما لم يتوقّعه الرئيس روحاني كان الاتصال الهاتفي من أوباما، وهو ما اعتبره الرئيس الايراني من ضمن الضوابط ما دام دون اللقاء وجهاً لوجه، ولذلك تعامل معه روحاني بإيجابية، من دون ان يكون هذا الاجتهاد مرحَّباً به من المرشد، الذي بارك الانفتاح ضمن ضوابط، وخصوصاً ان اوباما أثبت ان سياسته ما زالت استعمارية، وهو ما عكسته تهديداته بضرب إيران بعد لقائه نتنياهو في المكتب عينه الذي تحدّث منه وبودّ ظاهر مع الرئيس روحاني”.

وسأل المسؤول الإيراني في معرض تعقيبه على هذه المفارقات: “كيف يمكن للرئيس أوباما الحديث عن رغبة في عودة العلاقة الى طبيعتها مع إيران في مدة وجيزة ويطلق التهديدات ضدّنا في آن معاً؟ كيف يمكن أوباما مصافحة الرئيس روحاني بيد ويأخذ بندقيته في اليد الاخرى؟ … ان ما جرى يفسر موقف السيد خامنئي عندما تحدّث عن ان على الذين تعوّدوا إطلاق التهديدات الكلامية ضد ايران، ان يدركوا ان ردّنا على ايّ عدوان على الشعب الايراني سيكون قاسياً”.

إزاء هذا “المدّ والجزر” في الكلام ثمة سؤال طرح نفسه وهو: ألا يوجد في الإدارة الأميركية وحول المكتب البيضوي في البيت الابيض مَن يشرح لأوباما حساسية التصريحات المدججة بالتهديد لأن ايران ستأخذها بحذافيرها وتبني خياراتها تبعاً لها؟!

… “ان اميركا تتعامل مع السياسة الدولية بطريقة مرنة وقاسية في الوقت عينه”. هذا ما قاله ديبلوماسي غربي معني بملف العلاقة الاميركية – الايرانية لـ “الراي”، مشيراً الى ان “لدى ايران حساسية مفرطة من التصريحات المباشرة من دون النظر الى الديبلوماسية الاميركية كباقة شاملة ومتكاملة”، كاشفاً عن “ان رئيس الوزراء الاسرائيلي سمع من أوباما كلاماً واضحاً مفاده ان الولايات المتحدة لا تنوي دعم ايّ عمل عسكري في المنطقة، وهي التي رفضتْ منذ مدة طويلة محاولات اسرائيل لجرّها الى ضرْب المفاعل النووي الايراني وامتنعت ايضاً عن ضرْب سورية تفادياً لجرّ المنطقة الى حرب مختلفة الاتجاهات”.

وأوضح الديبلوماسي الغربي “ان واشنطن تدرك ان في ايران صقوراً كما في الولايات المتحدة صقور، وتالياً اذا كانت التصريحات من هنا او التصريحات من هناك، تهدف الى إشباع هؤلاء فلا بأس. المهم ان الاتصال الاول حصل وأعتقد ان الغرب سيمضي قدماً في هذا الاتجاه ما دامت ايران مستعدة، وكما قالت، لفتح مفاعلها النووي امام الرقابة الدولية، ولحوار متواصل ومنتج في الملف النووي اولاً، على ان تتبعه الملفات الاخرى”.

هذه “البراغماتية” في مقاربة الديبلوماسي الغربي لا تشبه الأصداء القاسية التي أحدثتها في إيران تصريحات أوباما، والتي شبّهها احد المراقبين بـ “الاكثر تدميراً مما أحدثه هجوم 11 سبتمبر في نيويورك”، لافتاً الى ما قاله الاميرال الايراني علي شمخاني في إحدى مقابلاته النادرة حين سأل “هل تهين أحداً ما وتدّعي انك صديقه؟ وهل يمكن ان يوجّه احد مسدسه الى آخر ويدّعي انه صديقه؟”.

وفيما بدا ان نتانياهو نجح في زيارته الأخيرة لواشنطن في ضرب ملامح التقارب الايجابي بين طهران وواشنطن، اكد المصدر الايراني المسؤول لـ “الراي” ان “اوباما فوّت فرصة تاريخية على التقارب الايراني – الاميركي، فلا يعقل ان يتذبذب موقف الرئيس الاميركي 180 درجة كلما زاره مسؤول له موقف سلبي من ايران”، مضيفاً: “لا تُبنى الثقة المتزعزعة اصلاً على طريقة الـ يو – يو الاميركية”.