Iranian official: The window of opportunity will not be open for ever

iran2 photos

كشف عن “اربع نقاط محورية لإنقاذ المفاوضات مع المجموعة الدولية”

مسؤول ايراني لـ “الراي”: جنيف المقبل مفصلي

ونافذتنا الديبلوماسية لن تُفتح الى الابد

* التزمنا بما تعهّدنا به رغم عدم توقيع الاتفاق في الجولة الاخيرة من المفاوضات

* نعمل لاتفاق ممرْحل على طريقة الخطوة – خطوة قاعدته “خذ وأعط”

* الاتحاد الاوروبي مطالَب بإعطاء كاثرين آشتون صلاحية التفاوض و … التوقيع

* لن نسير قدماً في إبداء حسن النيات اذا استمرت المجموعة الدولية بالمماطلة

* “دلال” فرنسا لاستضافتها الامام الخميني ينفع لمرة واحدة لا لكل المرات

بروكسيل – من ايليا ج. مغناير:

تطغى المفاوضات حول الملف النووي الإيراني على ما عداها من قضايا دولية، وتنشط “التحريات” الديبلوماسية والإعلامية لمعرفة ما دار في “جنيف – 2” النووي الذي انعقد بين ممثلين عن الدول “1+5” وايران اخيراً، وسرّ التفاؤل بالتوصل الى اتفاق لم يبصر النور، الامر الذي استدعى ضرب موعد جديد الاسبوع المقبل لوضع اللمسات الأخيرة على تسوية من شأنها التأسيس لـ “مستقبل آخر” في المنطقة.

في اجتماع جنيف الاخير، ثمة مبادرات كانت على الطاولة ومناورات تحتها، مما جعل “القطب المخفية” الناجمة عن الثقة التي ما زالت مهزوزة تطغى على الاستعدادات المتبادلة لبناء تفاهم تراكُمي يؤدي الى “فكّ الاشتباك” بين المجموعة الدولية وايران حول “النووي”، توطئةً لصوغ علاقات ايجابية تبعد شبح التوتر، فيَطمئنّ الغرب وترتاح ايران.

وبين “الجنيفيْن” 2 و 3  تتركّز “العدسات” على طهران، التي يشكل موقفها “القفل والمفتاح” في نظر الغرب الذي تطالبه ايران بجرأة الردّ على التحية بمثلها لان بناء الثقة لا يمكن ان يكون احادياً ومن طرف واحد.

وكشف مسؤول ايراني على صلة وثيقة بـ “المفاوضات النووية” لـ “الراي” عن ان “الاجتماع المقبل في جنيف سيكون مفصلياً في تقرير مصير المفاوضات، بعدما بدت المجموعة الدولية متمهلة او اكثر ميلاً للمماطلة، في الوقت الذي التزمت ايران بما كانت تعهّدت به رغم عدم توقيع الاتفاق”، مشيراً الى “اتجاه للتوصل الى اتفاق ممرْحل يتيح في كل مرحلة اختبار نيات الطرفين”، ومحذراً من ان “ايران التي أبدت حسن نيات لن تكون مستعدة للمضي قدماً في الخطوات الايجابية من جانب واحد”.

وتحدّث المسؤول الايراني عيْنه عن “اربع نقاط اساسية لا بد منها لضمان نجاح جنيف – 3 منتصف الاسبوع المقبل، وهي نقاط تشكل العمود الفقري لإنهاء هذا الملف، وتتمثل في الآتي:

* ان يقدم المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو تقريره الى الدول المعنية قبل الاجتماع المقرر كبرهان على تصميم الجمهورية الاسلامية في ايران على الإلتزام بما تعهدت به وإعطاء الصلاحية المناسبة للوكالة لتتحقق من برنامج ايران السلمي، علماً ان امانو سيناقش الاتفاقية التي وُقعت مع رئيس المنظمة الايرانية النووية علي اكبر صالحي وآلية تنفيذها، التي انطلقت من الجهة الايرانية على ان تقابلها اتفاقية مماثلة من الغرب تنفذها المجموعة الدولية خلال ثلاثة اشهر كمرحلة اولى بالتزامن مع رفع تدريجي وتدحرجي للعقوبات خلال المدة عيْنها، ومن بعدها يحصل اجتماع تقويمي للمرحلة الاولى يضمّ مجموعة الدول الست وايران لتوقيع اتفاقية ثانية وتنفيذها في المرحلة التالية.

* ان تتفق دول الاتحاد الاوروبي على تسليم حق التمثيل الحقيقي مع صلاحيات كاملة، اضافة الى حق التوقيع، لوزيرة خارجية الاتحاد كاثرين آشتون حتى لا نقع في لعبة تقاسم الادوار او الاختلاف الجوهري في الرأي بين الاسرة الاوروبية الواحدة، كما حصل خلال اللقاء الاخير في جنيف، حين عطّل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ظاهرياً دخول الملف الى مرحلته التوافقية العالمية. فالأخذ في الاعتبار هذه المسألة يتيح بدء العمل على أسس سليمة بين ايران والمجتمع الدولي والدخول في عهد جديد من العلاقة.

* ان يقتنع الغرب ان ايران مستعدة لتجميد تخصيب اليورانيوم لفترة وجيزة بالنسبة المطلوبة لحلّ الخلاف، ولكنها لم ولن تسلّم اي مخزون لديها لأي جهة كانت، لأن هذا الامر يتعلق بحق ايران وملكيتها لما تنتج وأنتجت، وتالياً فاذا  أصرت المجموعة الدولية على عكس ذلك فالأمر سيعيدنا الى المربع الاول ونغلق موضوع التفاوض نهائياً.

* ان ايران قد تأثرت كثيراً بالعقوبات وهي تحب وتتمنى وتعمل على إزالتها، كما انها تعمل على بناء علاقات متوازنة مع الغرب، الا ان هذا لن يحصل على حساب إخضاعنا عن طريق الملف النووي. فقد صبرنا كثيراً ونستطيع الصبر اكثر. ونحن، مع التشديد على القول ان من الافضل لنا ان لا نسير بأي اتفاق مُذل وسيء يُفرض علينا فهذا لن ترضاه الامة ولن يرضاه شعبنا، بادرنا الى عرض كل ما نستطيع ان نعرضه ونقدمه بشفافية على الطاولة وليس لدينا اكثر مما نعطيه ونفاوض من اجله. لذلك على المجتمع الدولي اخذ الوقت الكافي للتفكير وللخروج بإستراتيجية موحدة وواضحة”.

اضاف المسؤول الايراني انه “في الامكان تجزئة الاتفاق والعمل بسياسة الخطوة – خطوة كما اقترحت روسيا، التي رأت ان من المفيد العمل على طريقة خذ وأعط”، لافتاً الى انه “اذا لم تتجاوب المجموعة الدولية فلن نمانع في  العودة الى ما كنا عليه قبل التفاوض وليستمر الحظر الذي لا فائدة منه”، مشدداً على ان “النافذة الديبلوماسية بالنسبة الينا لن تبقى مفتوحة الى الابد”.

وقال المسؤول الايراني لـ “الراي” ان “هناك متشددين لدى جميع الاطراف، كما لديهم مَن يرغب في القول ان هذا التقارب لا نفع منه. ولدينا مَن يرى ان الغرب لا يمكن الوثوق به واننا استطعنا الصمود ونستطيع الصمود اكثر. فها هي ناقلاتنا النفطية توصل النفط الى حيث نريد، وقد استطعنا ايجاد طرق لا تعد ولا تحصى كبدائل عن العقوبات”، مشيراً الى انه “صحيح ان كل هذه الطرق تكلف الخزينة الايرانية اكثر ولكننا نحفظ كرامتنا، والخط الذي نمثله في المنطقة في صعود مستمرّ، وتالياً علينا ان نحاول فإذا نجحنا او فشلنا في التوصل الى اتفاق تكون تلك مشيئة الخالق”.

ولفت المسؤول عيْنه الى “ان لفرنسا مصالح متعددة في الشرق الاوسط وتعتقد ان تراجع الولايات المتحدة في المنطقة سيعطيها مكاناً افضل إقتصادياً وسياسياً، ولكنها مخطئة في هذا التوجه”، مذكراً بان “فرنسا كانت المكان الذي نزل فيه الامام الراحل آية الله الخميني وهي تستغلّ هذا على قاعدة اذا عرفتَ مكانك تدلّل، لكن هذا الدلال ينفع لمرة واحدة لا لكل المرات”.